محمود سالم
فى أول تصريحات له أكد المدير التنفيذى الجديد لمنتدى البحوث الاقتصادية الدكتور إبراهيم البدوى أن قرار تعويم الجنيه المصرى، يعتبر قرارا صائبا للغاية، وذلك فى ضوء الرغبة فى محاولة تثبيت سعر الصرف.
وقال إن الجهود التى نفذتها الحكومة من شأنها توفير كل ما يكفل نجاح ما اتخذ من قرارات تستهدف خلق سعر صرف حقيقى مما يؤدى فى النهاية إلى تحول هيكلى فى الاقتصاد المصرى وكذا القدرة على مواجهة الصدمات الخارجية وخاصة على المدى
المتوسط والبعيد .
وأضاف البدوى ــ الذى خلف د. احمد جلال وزير المالية الأسبق فى المنصب الجديد ــ أن التعامل مع الوضع على المدى القصير يتطلب التعرف على خطط الحكومة فى هذا الشأن سواء ما يتعلق بتثبيت الأسعار لفترة محددة أو غير ذلك من السياسات المالية الأخرى.
واستطرد البدوى مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه حاليا العديد من التحديات الاقتصادية فى مقدمتها الصدمات الخارجية التى تتمثل فى أمور عدة مثل أسعار النفط وأسعار الصرف والاستثمارات، وهو ما يستدعى التعامل مع تلك التحديات بكل الحكمة وصولا إلى إمكانية السيطرة على التضخم ومن ثم السيطرة على أسعار السلع والخدمات وتوفيرها للمواطنين وفق سياسات مالية منضبطة تتمثل فى تمويل حقيقى لاحتياجات ومصروفات الدولة.
وقال إن منتدى البحوث الاقتصادية سوف يقوم بدراسة العديد من التجارب الدولية فى شأن التعامل مع المتغيرات والصدمات الاقتصادية، وخاصة تجارب أمريكا الجنوبية مثل دولة شيلى والتى تعرضت لتجربة تستحق البحث، فقد تعاملت مع انهيار أسعار النحاس عالميا منذ عامين بنحو %45 بحكمة من خلال سياسات مالية استطاعت من خلالها التغلب على تلك المشكلة حيث كان هذا المعدن يمثل ثلث الناتج المحلى الإجمالى هناك ويمثل أكثر من %50 من إيرادات الدولة، وقال إن هذه الأوضاع أدت إلى انخفاض العملة
المحلية «البيسو» بنسبة %35 ومع ذلك لم يرتفع التضخم بأكثر من %2 وذلك فى ضوء اتخاذ اجراءات مالية وسياسات اقتصادية واستخدام أمثل للموارد الطبيعية الأخرى مع وجود صندوق سيادى مما ساهم فى تثبيت الموارد المتاحة للدولة حتى لا تلجأ للتمويل بالعجز.
وأشار إلى إن انخفاض أسعار النحاس إضطر المناجم هناك إلى تسريح عدد كبير من العمال، ولكن السلطات تغلبت على ذلك الأمر من خلال استيعاب هؤلاء العمال فى قطاعات أخرى وخاصة قطاعى الصناعة والزراعة بعدما حدث نوع من التنافسية فى هذين القطاعين.
ولفت البدوى إلى أن المنتدى سوف يتطرق إلى تجارب أخرى فى مجالات التعامل مع الأزمات المالية والاقتصادية وكذا العلاقة بين القطاعين العام والخاص بجانب دراسة تجارب التحول من اقتصاد الحرب إلى اقتصاد السلام وكيفية إعادة الإعمار فى العديد من دول المنطقة التى تعرضت لأعمال من هذا القبيل.
ومن ناحية أخرى ينظم منتدى البحوث الاقتصادية يوم الثلاثاء 17 يناير الحالى لقاءا بالتعاون مع البنك الدولى يتم خلاله تقديم جوائز للشباب فى إطار مسابقة تهدف إلى منح الشباب المصرى الفرصة لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات التنموية القائمة وخاصة مشكلة البطالة وذلك من أجل خلق الوظائف وتوفير فرص التدريب وبناء القدرات، ومن المقرر اختيار أفضل 10 مشاركين من خلال لجنة من الخبراء تضم كل من د. أسعد عالم المدير الاقليمى للبنك الدولى بمصر ود. إبراهيم البدوى المدير التنفيذى لمنتدى البحوث ود. مشيرة الجزيرى «مؤسسة فورد» ود. منى عامر «جامعة القاهرة» ود. أشيش خانا «البنك الدولى». وسوف يشهد اللقاء نخبة من الأكاديميين والخبراء وممثلى القطاع الخاص ورجال الأعمال.
وأكد البدوى أن هذه المبادرة تأتى فى إطار شراكة متميزة بين منتدى البحوث والبنك الدولى تطورت وتعمقت خلال اكثر من عقدين من الزمان، والتى شملت التعاون فى بناء القدرات ودعم المعرفة فى مجال ابحاث التنمية والسياسات العامة فى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقي.