هبة محمد
تسعى البنوك لتحقيق مفهوم الشمول المالى، ودعم الثقافة المصرفية لدى شريحة كبيرة لا يتعاملون معها، ويمتلكون حق الانتخاب، ولذا اتجه بعضها لإطلاق منتجات ادخارية متخصصة، تهتم بـ«القصر» فى محاولة منها لزيادة وعيهم بأهمية التعامل مع القطاع المصرفى، إلا أن تأثير تلك المنتجات قد يكون محدوداً لجذب تلك الشريحة، وذلك وفقاً لما أكده مصرفيون، مفسرين ذلك بأن ولى الأمر المسئول عن «القاصر» يقوم بكل الإجراءات المصرفية من سحب وإيداع.
وأشاروا إلى أن بعض البنوك تحرص على طرح منتجات ادخارية عامة، تلائم كل الشرائح، مع امكانية إتاحتها للقصر، خاصة أن الكثيرين لا يقبلون على فتح حسابات لعدم إتاحة سعر فائدة مميز.
وأكدوا أن التوعية الفعالة لشريحة القصر، تكون عبر وسائل الإعلام ومن خلال الأسرة، ليتاح لأبنائهم الادخار فى مرحلة مبدئية، والاقتراض فى مراحل لاحقة.
فى حين رأى فريق آخر، أن الكثير من البنوك ستقبل على إطلاق متنجات للقصر فى الفترة المقبلة لمواكبة اتجاه الدولة لدعم الثقافة المالية والمصرفية للأفراد، مؤكدين أهمية إضافة البنوك مزايا منها رفع سعر الفائدة، الأمر الذى يجذب العملاء لادخار أموالهم.
وأطلق البنك العربى- مصر حساب «جيل العربي» للقصر، أقل من 16 عاماً بفائدة تفضيلية، كما يتيح بنك قناة السويس «حساب الحصالة» للقصر تحت سن الـ21 عاماً، كما يمنح الحساب عائداً إضافياً قيمته %1 فوق سعر العائد المعلن من البنك، بجانب حساب توفير «التفوق للطلاب» المتميزين فى المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية والجامعة.
فيما تتيح بعض البنوك الأخرى على رأسها البنك الأهلى، وبنك مصر حسابات جارية، لكل العملاء، مع إضافة امكانية فتحها للقصر تحت الولاية أو الوصاية.
من جانبه أشار حازم حجازى، رئيس قطاع التجزئة المصرفية والفروع فى بنك باركليز- مصر، إلى أن الكثير من البنوك لا تفضل طرح منتجات لشريحة القصر تحت سن الـ16 عاماً، لا سيما أن القانون لا يمكنهم من التعامل على حساباتهم، لافتاً إلى أنه يجب الاهتمام بشريحة الشباب من خلال منتجات متخصصة على رأسها بطاقات الدفع المسبق pre- paid.
وقال إن تلك البطاقات تحقق عدة أهداف، منها تقليل التعامل بالنقود الورقية فى السوق، بما يساهم فى تحول المجتمع إلى مجتمع غير نقدى، إلى جانب تقليل مخاطر حمل الكاش، وحماية حامل البطاقة من خطر السطو والسرقة.
وتوقع أن تقبل البنوك على إطلاق برامج ومنتجات للشباب، سواء الادخارية أو التمويلية، لا سيما أن تلك الشريحة تساعد على زيادة حجم الأعمال ورفع الربحية.
وقال وليد ناجى، رئيس قطاع مبيعات المنتجات المصرفية للأفراد، فى البنك الأهلى المصرى، إن كل البنوك تحرص على جذب شرائح العملاء لا سيما القصر والشباب، لكسب ولائهم والتعامل مع البنك فى مراحلهم العمرية التالية، مشيراً إلى أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أن عدد المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، تصل نسبتهم إلى %50من إجمالى عدد السكان.
ولفت إلى أن هذا الأمر يدفع للاهتمام بتلك الشريحة، إلا أن هناك عوائق أمام طرح منتجات متخصصة لشريحة القصر، وهى أن تلك الفئة لا تتعامل بصورة مباشرة على حساباتها، سواء فى السحب أو الإيداع، بما يقلل من امكانية ربط تلك الشريحة بالبنوك لاحقاً.
وأشار إلى أن الرغبة فى تحقيق ربحية مرتفعة، تجعل البنوك لا تقبل على الاهتمام بطرح منتجات متخصصة للقصر، خاصة أن هذه الفئة لا تمتلك من الأموال ما يجعلها ترفع قيمة إيداعاتها بصورة مستمرة، كما أن القصر لا يتعاملون على حساباتهم بصورة مباشرة، وإنما من خلال ولى الأمر، وهو ما لا يحقق الهدف من إطلاق المنتجات وهو دعم الثقافة المالية والمصرفية.
وقال إن البنك الأهلى المصرى، ابتكر حساب توفير المدخر الصغير منذ سنوات بعيدة، واختص به القصر، إلا أنه قام بإتاحته فيما بعد لكل العملاء.
وأضاف أنه يمكن وضع حدود للدفع والسحب من كروت الخصم على الحسابات لتسهيل اتصال القاصر بالبنك، إلا أن ذلك قد لا يدفع لاستخدام تلك الكروت، عندما لا يجد لها المستخدم ميزة عن الكاش، فى ظل انخفاض قيمة الأموال المتاحة بها.
وأكد أن الثقافة المالية يمكن تحقيقها بصورة أكبر من خلال إضافة أبواب فى المواد الدراسية عن أهمية الادخار والفكر الاقتصادى والتعاملات البنكية، الأمر الذى يدعم قدرة العميل الصغير على التعرف على ماهية البنوك ودورها فى خدمته.
ولفت إلى صعوبة الاعتماد فقط على البنوك فى تحقيق التوعية المالية، ويجب تكامل كل الأطراف لتشمل المدارس والأسرة والإعلام، وغيرها من الوسائل.
وأطلق المعهد المصرفى مبادرة «عشان بكرة» خلال 2013 كمنصة للمعرفة والمعلومات المالية، وخلق جيل من المصريين، قادر على ممارسة جميع حقوقه الاقتصادية واتخاذ القرارات المالية السليمة.
وأوضح رئيس قطاع مبيعات المنتجات المصرفية للأفراد فى البنك الأهلى المصرى، أن البنوك يمكنها التركيز على بعض الأدوات للوصول لشريحة الشباب، أى بعد سن الـ16 عاماً عبر الكروت مسبقة الدفع pre- paid والدفع عبر الموبايل، لا سيما أن الأخير أصبح من أكثر وسائل الاتصال انتشاراً بين الأفراد.
واتفق معه كريم ضياء، نائب مدير قطاع التجزئة المصرفية لدى البنك المصرى الخليجى، فيما يتعلق بضعف التوسع فى طرح المنتج، مشيراً إلى أن الدور التوعوى يقع على كاهل الأسرة، أيضاً وليس المصارف وحدها.
ولفت إلى أن البنوك تفضل إدراج ميزة فتح الحسابات للقصر، لكل المنتجات دون الاقتصار على منتج خاص، لا سيما أن تلك الشريحة لا تتمتع بالأهلية، مما يشير إلى أن طرح المنتج لها قد يكون غير مجدٍ.
وقال: إن طرح منتجات متخصصة للقصر، هدفه الرئيسى التسويق والترويج للمنتجات، لافتاً إلى أنها ذات جدوى متواضعة، لا سيما أن الإقبال عليها ضعيف إلى حد كبير، وينبع من رغبة الآباء فى تشجيع أبنائهم على الإطلاع على حساباتهم، وحثهم على التواصل مع البنوك، وهو أمر غير منتشر فى مصر.
وأكدت هالة الفص، مدير قطاع فروع التجزئة المصرفية وإدارة الثروات بالبنك العربى الأفريقى الدولى، أهمية طرح البنوك حسابات للقصر بمزايا جاذبة، منها منح سعر فائدة مميز، لتشجيع أولياء الأمور على فتح حسابات واصطحاب أبنائهم عند التعامل على الحساب، بما ينمى المفاهيم المصرفية لديهم.
وقالت إنه رغم عدم أهلية القاصر، للتعامل على الحساب، لكن ذلك لا يقلل من أهمية طرح منتجات خاصة له لتنمية وعيه المالى.
وتوقعت أن تقبل البنوك مستقبلاً على إطلاق تلك الحسابات خاصة مع اهتمام الدولة والمعهد المصرفى بحث كل شرائح المجتمع للانضمام إلى المنظومة الرسمية، وتوعية العملاء بأهمية القطاع المصرفى.
وقالت إن بعض البنوك أبرزها «التجارى الدولي» تحرص على إعداد زيارات للمدارس لإمداد الأطفال بالمعلومات المصرفية اللازمة بطريقة مبسطة، كما اشترك كثير من البنوك فى مبادرات المعهد المصرفى، على رأسها «العربى الأفريقى الدولي».