أكتـــوبر شـــهر الكـــوارث فـي البورصــــة

أكتـــوبر شـــهر الكـــوارث فـي البورصــــة
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 12 أكتوبر 03

رمضان متولي:
 
تتشاءم البورصات الأمريكية عادة من شهر أكتوبر وتعتبره شهراً قاسياً علي الأسهم المطروحة للتداول حيث لا يقبل المستثمرون علي الشراء لسبب أو لآخر.. محللو Smart Money لا يرون في ذلك أي نوع من الخرافة أو الدجل ويبررون ذلك بأن هذا الشهر تحديداً شهد عدداً من الكوارث الاقتصادية بداية من أزمة البورصة في عام 1929 التي سبقت الكساد الكبير مرورا بانهيار مؤشر داو جونز عندما فقد 508 نقاط في أكتوبر 1987، وانتهاء بأزمة العملات الآسيوية وهرولة المستثمرين الأمريكيين بحثا عن غطاء آمن في عام 1997.

 
ومع بداية شهر أكتوبر في أعقاب ارتفاع كبير في البورصة الأمريكية تتزايد التخمينات والتوقعات من جديد بضربة أخري ــ ضربة أكتوبر.
 
ويؤيد هذه التوقعات خبير التحليل الفني لدي شركة ميللر تاباك للسمسرة، فيل روث، الذي يؤكد أن استراتيجيته تعتمد علي توقع «حركتين تصحيحيتين ينخفض السوق في أعقابهما كل عام، إحداهما في الفترة بين منتصف مارس ومنتصف يونيو، والأخري بين منتصف سبتمبر ومنتصف نوفمبر» ويري روث أن هذه الفترة تحديدا ربما تكون ملائمة للصيادين في مواسم الانخفاض.
 
ويري روث أن الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي هو أن المحلل الأساسي يتركز اهتمامه علي أوضاع الشركات وحالة الاقتصاد بينما يركز المحلل الفني علي حركة الاسهم والسوق، لأنه بغض النظر عن التحليل الأساسي يظل السوق آلية للخصم وينبغي علي المحلل الفني أن يكون قادراً علي توقع التغييرات في الموقف الأساسي، كما يهتم أيضا بالثقة في اتجاهات السوق وأن هذه الاتجاهات يمكن توقعها والتنبؤ بها.
 
وعن المؤشرات التي يميل روث إلي متابعتها يقول: أول شيء يراقبه هو الاتجاه والقوة الدافعة له، فهناك مؤشرات تدل علي اتجاه الحركة والقوة التي تدفع في ذلك الاتجاه، مثل السعر والانتشار وحجم التداول والقوة النسبية ولكن هذه المؤشرات لا تكشف بالضرورة عن النقطة التي وصل إليها هذا الاتجاه وحتي أحدد هذه النقطة أقوم بمتابعة مؤشرات الثقة والعرض والطلب ومن الضروري أن تعرف من المتفائل ومن المتشائم لأن أهم مفهوم في التحليل الفني هو أن المستثمرين يصنعون الهبوط والمتعاملين يصنعون الصعود، فالمستثمرون يركزون علي الأسعار والقيمة وينشطون أكثر عندما تتدهور الأسعار وينخفض السوق، أما المتعاملون فيميلون إلي التركيز علي الاتجاه وينشطون عند ارتفاع الأسعار وصعود البورصة.
 
ويؤكد روث أنه يسعي إلي فهم العلاقة بين السندات والأسهم والعملات والسلع، وذلك لأن التغيرات في حالة العرض والطلب في أي من البدائل المختلفة أمام المستثمرين يؤثر علي العرض والطلب علي البدائل الأخري وعلي الاسهم بمعني آخر ففي حالة ثبات جميع العوامل الأخري إذا ارتفعت الأسعار في سوق السندات فإن ذلك يعني انخفاض الاقبال عليها من قبل المستثمرين مقارنة بالأسهم.
 
ويري روث أن أهم حدث خلال السنوات العشر الأخيرة كان انفجار فقاعة التكنولوجيا وانهيارها، ورغم أن هذا النوع من الاحداث غير عادي، إلا أن المستثمرين ينصرفون لسنوات عديدة عن تلك الأسهم التي تأثرت بانتفاخ هذه الفقاعة وانفجارها، مما يعني فرصة أكبر للأسهم الأخري.
 
ويؤكد روث أنه في الظروف الاقتصادية كالتي تشهدها حاليا الولايات المتحدة ينبغي علي المحلل الفني أن يركز علي الأسهم التي تتسم بالحساسية للمتغيرات الاقتصادية، لأن أهم ما يدفع السوق نحو الصعود هو ثقة المستثمرين في أداء الاقتصاد، «إن الأمر هناك لا يتعلق بالتقييم فقد ارتفعت أسعار السندات رغم التعتيم الجيد للأسهم المطروحة ولذا لا يمكن التوقع استفادة البورصة من أسعار الفائدة» وإذا ارتفعت أسعار الفائدة فان الاسهم التي تستفيد في هذه الأوضاع هي الأسهم التي تحقق زيادة في الأرباح.
 
ويشير المحلل الفني روث إلي أن استراتيجيته التي تتوقع تصحيحاً مرتين في كل عام لا تستلزم بالضرورة أن يتحقق هذا التوقع في كل عام ولكنه دائما ينتظر ذلك وقد حدث أن هذا التصحيح جاء مبكرا خلال العام الحالي في منتصف مارس، والآن في شهر أكتوبر تتزايد احتمالات الهبوط في البورصة، ومع تزايد هذه الاحتمالات ينبغي أن نتوقع أفضل فرصة للشراء خلال العام أيضاً. ويوضح روث أن المضاربة في السوق الأمريكية أخذت شكلاً مختلفا في عام 2003 عن عامي 1999 و2000 حيث كانت المضاربة علي أشدها وتتركز في الأسهم عالية القيمة ولكن خلال عام 2003 تركزت المضاربة علي الأسهم الرخيصة الأمر الذي يدل علي تشاؤم المستثمرين بفرص انتعاش الاقتصاد.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 12 أكتوبر 03