Loading...

أسواق آسيا والشرق الأوسط تنقذ شركات السلع الفاخرة من التباطؤ

Loading...

أسواق آسيا والشرق الأوسط تنقذ شركات السلع الفاخرة من التباطؤ
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 30 يناير 08

خالد بدر الدين:
 
اتخذت شركة لوي فيتون الفرنسية صاحبة أكبر ماركة سلع فاخرة في العالم خطوة جريئة مؤخرا داخل الولايات المتحدة الأمريكية برفع أسعارمنتجاتها في متاجرها الأمريكية بنسبة %5 لتعويض بعض الهوامش الربحية التي فقدتها بسبب تدهور العملة الأمريكية والتي تبلغ %45 مما يجعلها من أعلي الهوامش الربحية في صناعة السلع الفاخرة في العالم.

 
وتراهن لوي فيتون التي تعد قاطرة النمو لمؤسسة LVMH موي هينسي التي تتخذ من باريس مقرا لها والمتخصصة في المنتجات الفاخرة، علي أن الأمريكان سوف يواصلون شراء الحقائب التي تحمل ماركة LV رمز لوي فيتون برغم الصدمات التي تعرض لها الإنفاق الاستهلاكي بسبب ركود الاقتصاد والأزمات المالية العالمية.
 
وكانت شركات السلع الفاخرة ذات الماركات العالمية مثل تيفاني وكوتش وبرادا وجوتش قد أعلنت مؤخرا تباطؤ نمو مبيعاتها في ديسمبر الماضي بعد أربع سنوات من النمو المتواصل منذ عام 2002 عندما اندلعت حرب العراق وانتشرت انفلونزا الطيور وأدت إلي انكماش مبيعات هذه الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجعلتها تتجه إلي الأسواق الناشئة مثل روسيا والصين لتبيع فيها منتجاتها الفاخرة غالية الثمن لتكون بمثابة حماية لها من الاضطرابات التي تحدث في أسواق الدول المتقدمة الناضجة.
 
وأعلنت أيضا شركة ساي فاينانسير ريتشمو السويسرية للسلع الفاخرة والمالكة لماركة كارتييه العالمية أن أسهمها تعرضت مؤخرا لانخفاض أسعارها بنسبة %11 بعد إعلانها تباطؤ نمو مبيعاتها خلال إجازة العام الجديد والكريسماس كما أن شركة كوتش التي ظلت تحقق مبيعات مرتفعة من حقائب يد السيدات طوال السنوات العشر الماضية أعلنت أن الأسعار انخفضت بنسبة %10.1 لأول مرة خلال هذا العقد في الربع الأخير من العام الماضي.
 
ولما كانت شركات السلع الفاخرة لوي فيتون الفرنسية وجوتش الايطالية مثل العديد من شركات السلع الفاخرة الأوروبية تحسب تكاليف تصنيع منتجاتها باليورو فإن بيع منتجاتها في الولايات المتحدة الأمريكية يعني أن هذه المنتجات يشتريها الأمريكان بأسعار أرخص مما يشتريها الأوروبيون ولذلك تحاول هذه الشركات رفع أسعارها في متاجرها الأمريكية في الفترة الأخيرة لتعويض قوة اليورو أمام العملات الأخري لاسيما الدولار.
 
ولكن شركة هيرميه الفرنسية للسلع الفاخرة فاجأت المستهلكين في اليابان برفع أسعار منتجاتها حوالي %50 خلال السنوات القليلة الماضية مما أدي إلي انكماش مبيعاتها بدرجة كبيرة داخل اليابان.
 
وكما جاء في وول ستريت أن هذه التدابير ساعدت أيضا علي ارتفاع المبيعات لبعض الشركات العالمية مثل سوتش جروب صاحبة ماركات ساعات أوميجا وبريجيه العالمية التي تقول إن مبيعاتها ارتفعت بنسبة %18 في العام الماضي بفضل النمو في آسيا والشرق الأوسط وعدم اعتمادها كثير علي الأسواق الأمريكية التي لم تتجاوز مبيعاتها فيها نسبة %10.
 
ومنذ انكماش قطاع السلع الفاخرة في عام 2002 قامت شركة تيفاني برفع أسعار سلعها من المجوهرات الفضية وأضافت إليها ساعات يد ونظارات شمسية ويقول ميشيل كوالسكي – الرئيس التنفيذي لشركة تيفاني – إن التوسع الجغرافي في بيع المنتجات جعل المبيعات ترتفع بنسبة %3 في الأسواق العالمية خلال الربع الأخير من العام الماضي برغم انخفاض مبيعاتها بنسبة %2 داخل الولايات المتحدة الأمريكية خلال نفس الفترة وإن كانت مبيعاتها في بلادها تصل إلي %60.
 
ولكن توسع شركات السلع الفاخرة في الأسواق الناشئة يجعلها تواجه بعض المخاطر من اعتمادها علي الطبقات المتوسطة من المستهلكين لشراء سلعها الفاخرة مما يضطرها لخفض أسعارها الغالية حتي يتمكن هؤلاء المستهلكون من شرائها ويقول خبراء البيع في شركة بين اند كو الاستشارية إن حجم صناعة السلع الفاخرة تضاعف فيما بين عام 1996 وعام 2006 لتصل قيمتها إلي 160 مليار يورو أو 234 مليار دولار.
 
أما المستهلكون الأثرياء في الدول الغنية يشترون المنتجات الفاخرة العالمية بأسعار باهظة فعلي سبيل المثال يصل ثمن رابطة عنق هيرميه حوالي 148 دولاراً وحقيبة يد ماركة لوي فيتون ثمنها 500 دولار وأكثر.
 
ويقول ليوفرانكفورت – الرئيس التنفيذي لشركة كوتش – إن المستهلكين يتجهون الآن إلي شراء السلع الفاخرة ذات الأسعار الرخيصة بسبب الركود الاقتصادي والأزمات المالية غير أن مبيعات الشركة في آسيا وأفريقيا ساعدت علي ارتفاع أرباحها بنسبة %11 في الربع الثاني من العام المالي الحالي.
 
وحققت أيضا شركة بيربيري جروب ارتفاعا في الإيرادات خلال الخمس سنوات الماضية بفضل مبيعات منتجاتها بأسعار مخفضة ولذلك من المتوقع أن تتفق أرباحها مع توقعاتها لأرباح العام الجاري.
 
وارتفعت أيضا مبيعات السلع الفاخرة خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين بنسبة %10 بالمقارنة بنفس الفترة من عام 2006 لأن الأمريكيين اتجهوا لشراء المجوهرات وحقائب اليد الجلدية الحريمي التي يصل ثمن الواحدة منها إلي 1495 دولاراً حيث يفضل الصفوة من الاغنياء شراء المنتجات باهظة الثمن المصممة تصميما خاصا مهما كان سعرها مما يحقق الأرباح لهذه الشركات ويعوض البيع بأسعار رخيصة في الأسواق الناشئة.
 
فرانشيسكو تراباني – الرئيس التنفيذي لشركة بولجاري سبا الايطالية للمجوهرات – يؤكد أن مبيعات شركته لم تتعرض لأي تباطؤ في النمو حتي الآن حيث تركز شركته علي الأغنياء من المستهلكين ويبيع حقيبة اليد الجلد بحوالي 1500 دولار والنظارة الشمسية بـ300  دولار والعقد بحوالي 10 آلاف دولار وأسعار ماركة بولجاري عادة أغلي بكثير من أسعار ماركات جوتش أو لوي فيتون.
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 30 يناير 08