رشح مديرو صناديق الاستثمار ومجموعة من خبراء سوق المال عددا من القطاعات لجذب السيولة المرتقبة من صفقة استحواذ بنك قطر الوطنى على «البنك الأهلى سوسيتيه جنرال NSGB »، مرجحين أن يستحوذ القطاع المصرفى على النسبة الأكبر من هذه السيولة من خلال سهمى «التجارى الدولى» و«كريدى أجريكول»، فى ظل ارتفاع نسبة السيولة بهما مقارنة بباقى أسهم القطاع التى تتسم بضعف معدلات سيولتها.
 |
| حازم كامل |
ورجح الخبراء أن يستحوذ قطاع العقارات على جزء من سيولة صناديق الاستثمار خلال الفترة المقبلة على خلفية الانخفاض الملحوظ فى قيمة الجنيه أمام الدولار، وهو ما يؤدى بشكل مباشر إلى ارتفاع قيم الأصول المملوكة لهذه الشركات ويعظم من إيراداتها.
وكان الجنيه قد هبط يوم الأحد الماضى لأدنى مستوى له منذ عام 2004 ليصل إلى 6.30 أمام الدولار بعد بدء البنك المركزى العمل بنظام جديد لعطاءات العملة الصعبة تم الإعلان عنه مطلع الأسبوع الحالى.
وتوقع الخبراء أن يكون لأسهم الشركات ذات العوائد الدولارية التى تعتمد على التصدير النصيب الأكبر من تركيز الصناديق والمستثمرين بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، مشيرين إلى أن إدارات البحوث ببنوك الاستثمار سيكون عليها فى الوقت الحالى اعداد قائمة بأسهم تلك الشركات لتدخل ضمن توصياتهم.
ورشحوا أسهم عدد من الشركات بينها النساجون الشرقيون، والعرفة للاستثمارات والاستشارات، وأوراسكوم للإنشاء والصناعة O .C .I لدخولها ضمن الشركات المصدرة، إلى جانب أسهم «التجارى الدولى» و«كريدى أجريكول» رغم إشارة البعض إلى اقتراب اسعار أسهم القطاع المصرفى من مستهدفاتها، إلا أنهم أكدوا أن القطاع يظل أحد أبرز القطاعات الجاذبة.
يذكر أنه من المرتقب تنفيذ صفقة استحواذ بنك قطر الوطنى على أسهم البنك الأهلى سوسيتيه جنرال خلال النصف الأول من 2013 بقيمة 1.97 مليار دولار.
وقال حازم كامل العضو المنتدب لقطاع الأصول بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية إن توظيف صناديق الاستثمار للسيولة الوافدة من صفقة استحواذ «قطر الوطنى» على «الأهلى سوسيتيه جنرال» يظل مرهونا بأوضاع السوق وقت تنفيذ الصفقة.
وأشار كامل إلى أن قرارات الحكومة المرتقبة بشأن رفع الدعم وزيادة أسعار الطاقة ستكون عوامل جوهرية تحدد الربحية المتوقعة لقطاعات بأكملها، وهو ما يؤثر بالضرورة على السياسة الانتقائية لصناديق الاستثمار فى الأسهم.
وأضاف أنه فى حال اتخاذ مسار صحيح سيكون الاحتمال الأغلب لتوظيف تلك السيولة فى قطاع البنوك الذى يعتبر من القطاعات الواعدة رغم اقتراب الكثير من أسهم البنوك من مستهدفاتها، ويعد سهم التجارى الدولى الأبرز فى الوقت الحالى.
كما يدخل القطاع العقارى ضمن القطاعات الواعدة على خلفية انخفاض القيم السوقية للأسهم مقارنة بقيمها الحقيقية، فضلاً عن أن الأزمات التى يعانى منها الجنيه وتراجعه أمام الدولار فى أدنى مستوى له منذ سنوات يصب فى صالح القطاع، لأنه يؤدى إلى ارتفاع قيم الأصول والأراضى المملوكة للشركات العقارية.
وأشار العضو المنتدب بقطاع إدارة الأصول بالنعيم القابضة للاستثمارات المالية إلى أن تذبذب أسعار الجنيه أمام الدولار سيلفت الأنظار تجاه أسهم الشركات التى تدر دخلا بالعملة الأجنبية أو تصدر للخارج.
من جانبه توقع شريف سامى، العضو المنتدب بشركة مصر المالية للاستثمارات، أن يقوم مديرو الأصول بتوزيع السيولة جراء صفقة بيع سوسيتيه جنرال بين عدة قطاعات، أبرزها البنوك من خلال أسهم التجارى الدولى وكريدى أجريكول والبركة، لافتاً إلى أن المؤسسات على وجه التحديد ستوجه غالب سيولتها للقطاع المصرفى.
وقال إنه من المرجح أن تستفيد قطاعات أخرى من السيولة المحتملة، ومن ضمنها قطاع العقارات الذى أصبح من القطاعات الجاذبة فى أعقاب تدنى القيم السوقية لغالبية أسهمه، خاصة أسهم الشركات التى تمتلك محفظة أراض جيدة.
وأشار إلى أنه فى ظل ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه هناك شركات جديدة ستتصدر توصيات مراكز البحوث وهى التى تعتمد على التصدير للخارج بشكل يعزز من قدرتها التنافسية ويضمن لها هامش ربح جيدا من فروق العملة، ومن ضمنها شركة «العرفة» التى تعتمد على التصدير بشكل أساسى ولا تستورد مواد خاما من الخارج، فضلاً عن شركات الأسمدة.
ورجح سامى أن يكون من ضمن أولويات إدارات البحوث فى الفترة المقبلة إعداد قائمة تضم أكثر الشركات التى تعتمد فى أرباحها على التصدير للخارج لإلقاء الضوء عليها فى توصياتها.
ولفت العضو المنتدب بشركة مصر المالية للاستثمارات إلى أن هناك أسهما دولارية لن تكون جاذبة للاهتمام خلال الفترة المقبلة مثل السهم الدولارى لبنك فيصل فى ظل كون دخله بالجنيه المصرى.
وبخصوص صفقة «سوسيتيه جنرال» المرتقب تنفيذها رسميا خلال الربع الأول قال سامى إن البنك لم يعلن رسميا ضمن إفصاحه عن الصفقة إذا ما كان سيتم توزيع كوبون نقدى أو لا، مشيراً إلى أن موعد توزيع الأرباح يتزامن مع وقت تنفيذ الصفقة، لافتاً إلى أنه كان لابد من توضيح ذلك الأمر وإذا ما كان سيتم توزيع الأرباح أو لا.
وفى السياق نفسه، قال عمرو القاضى، خبير أسواق المال والاستثمار المباشر، إن السيولة التى ستحصل عليها صناديق الاستثمار والمستثمرون بعد إتمام صفقة استحواذ بنك قطر الوطنى على البنك الأهلى سوسيتيه جنرال ستتوجه لقطاعات متنوعة، من ضمنها قطاع البنوك عبر سهمى التجارى الدولى وكريدى أجريكول صاحبى السيولة الأعلى بين أسهم البنوك.
وأشار إلى أن شبح «الدولرة» واضطراب سعر الصرف سيؤدى إلى انتقال السيولة لأسهم الشركات التى تصدر لأسواق خارجية ومن ضمنها النساجون الشرقيون وأوراسكوم للإنشاء والصناعة O .C .I على سبيل المثال.
كما سينصب تركيز المحللين على أسهم الشركات ذات العوائد الدولارية، فضلاً عن الشركات التى تمتلك أصولا مثل شركات القطاع العقارى، خاصة أن قيم الأصول ترتفع بشكل مطرد تزامنا مع أى انخفاض فى سعر الجنيه أمام الدولار.
وقال عز كامل، العضو المنتدب بقطاع الأصول بشركة التوفيق القابضة، إن السيولة المرتقب حصول الصناديق عليها سيصب معظمها فى صالح قطاع البنوك من خلال البنك التجارى الدولى الذى يعد الأكثر حظاً فى ظل ارتفاع نسبة السيولة المتاحة بالسوق.
واستبعد كامل أن تستثمر الصناديق فى أسهم أخرى بقطاع العقارات، مشيراً إلى أن أسهم البنوك مثل البركة وفيصل على سبيل المثال تتسم بقلة معدلات السيولة بها.
وأشار إلى أن صناديق الاستثمار ستلجأ لاحتجاز الجزء الأقل من السيولة المتوقعة من صفقة الاستحواذ على أسهم سوسيتيه جنرال فى ظل استمرار الاضطرابات السياسية وضبابية الوضع الاقتصادى.