ما زالت أسهم كبرى الشركات فى الأسواق الناشئة غير قادرة على اللحاق بالأسهم العالمية للعام الثالث على التوالى، مما يعنى وفقاً لمحللين أن النمو الاقتصادى السريع الذى تشهده هذه الأسواق لم يتمكن من اجتذاب اهتمام المستثمرين لأسباب ترجع على الأرجح إلى خوفهم من التدخل الحكومى فى الأسواق.
وكشفت وكالة بلومبرج الإخبارية عن أن مؤشر مورجان ستانلى كابتل انترناشيونال الذى يتتبع أسهم الشركات فى البرازيل وروسيا و الهند والصين ارتفع بنسبة %11 خلال 2012، ليقل بذلك عن المؤشر الذى يتتبع الأسهم العالمية بنحو %1.6، ويتوقع جون بول سميث، الخبير الاستراتيجى بدويتشه بنك استمرار تراجع أداء المؤشر الأول فى عام 2013.
وأضافت الوكالة أن صناديق الاستثمار التى تستثمر فى الدول الناشئة سحبت استثمارات بقيمة 1.65 مليار دولار من هذه الدول، وذلك بسبب إقدام السياسيين فى البرازيل على تخفيض أسعار الكهرباء والمياه، وقيام الصين بتشديد الرقابة على الشركات الكبرى واضطرار الشركات فى روسيا إلى إنفاق أموال المستثمرين على المشروعات التى تفضلها الحكومة.
وقال مارك موبيز، رئيس مجلس إدارة شركة تمبلتون امرجنت ماركت التى تدير نحو 40 مليار دولار والتى استثمرت فى الدول النامية لما يزيد على 25 عاما، إن الثورة التى بدأتها الأسواق الناشئة فى التحول من العقلية الاشتراكية لاقتصاد السوق لم تكتمل بعد، مشيراً إلى أن هذه الثورة ما زالت فى حاجة إلى المزيد من الخطوات.
وكانت أسهم الشركات العاملة فى دول «البريك» قد تفوقت على الأسهم العالمية خلال السنوات الثمانى التى تلت إطلاق تسمية دول البريك على الدول الناشئة الكبرى فى عام 2001 على يد مجموعة جولدمان ساكس، عندما نجحت اقتصادات هذه الدول فى تحسين معدلات نموها الاقتصادى بنحو ثلاث مرات.
لكن إجمالى الناتج المحلى فى هذه الدول أصبح ينمو حالياً بأبطأ وتيرة مقارنة ببقية دول العالم منذ عام 1989.
وذكر صندوق النقد الدولى أن متوسط النمو فى الدول الناشئة الأربع بلغ نحو %4.5 فى 2012، نزولاً عن نسبة %8.1 فى عام 2010، مقارنة بنسبة %3.3 التى سجلها الاقتصاد العالمى.