إعداد – عبدالغفور أحمد محسن
قبل عامين فقط ولدى استحواذه على نادي أستون فيلا الانجليزي أعلن المليارير الصيني توني زيا أنه يخطط لأن يصبح النادي ضمن أفضل 3 في العالم، ثم أنفق مبالغ طائلة على الفريق قبل أن يعلن دخول شركاء جدد لانقاذ الكيان من أزمة مالية!
أستون فيلا، أعلن اليوم، أن الملياردير المصري ناصف ساويرس ورجل الأعمال الأمريكي ويسلي إدينز وافقا على ضخ استثمارات كبيرة في النادي بشكل فوري، وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز الإنجليزية إن الثنائي استحوذا على 55% من النادي.
توني زيا ملياردير شاب (41 عاما) يمتلك مجموعة ريكون الصينية التي تستثمر في قطاعات عديدة بينها تكنولوجيا المعلومات والصحة والزراعة والطاقة الجديدة والنقل الذكي والهندسة والتصميم والخدمات المالية والترفيه والسياحة، وقد استحوذ في يونيو 2016 على أستون فيلا بنسبة 100% مقابل 76 مليون استرليني دفعها لرجل الأعمال الأمريكي راندي ليرنر المالك القديم للنادي والذي كان أيضا قد اشترى الكيان مقابل 62.2 مليون استرليني في 2006.
ولدى إعلانه الاستحواذ على أستون فيلا، قال زيا إنه يخطط للاستثمار في أو شراء أندية كرة القدم في الهند وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا لإنشاء قطاع رياضي جديد داخل محفظته.
نظر جماهير النادي الانجليزي العريق الذي كان مؤسسه هو صاحب فكرة تأسيس الدوري، إلى زيا باعتباره مخلصا، خاصة وأن الفريق هبط من الدوري الممتاز (البريميرلييج) في 2016 لأول مرة منذ 29 عامًا، وهو هبوط نادر لفريق حاز بطولات عديدة بينها الدوري وأبطال أوروبا.
أنفق فيلا مبالغ طائلة على جلب اللاعبين لكنه مني بخسارة قدرها 14.5 مليون جنيه استرليني في موسم 2016-17، لتضاف إلى خسائر بقيمة 80.7 مليون جنيه إسترليني في الموسم السابق له والذي شهد هبوط النادي.
في الموسم الماضي كان فيلا قريبا من تحقيق الانجاز والعودة إلى البريميرلييج في أحد أهم دوريات العالم، لكن جهوده باءت بالفشل في اللحظات الأخيرة بعد أن خسر في مايو الماضي مباراة فاصلة أمام نادي فولهام بهدف مقابل لا شئ، ليخسر الصعود .. ويخسر المال .. وتظهر مشاكله للعلن.
الصعود إلى الممتاز كان سيمنح فيلا عوائد مستقبلية تصل إلى تتجاوز 160 مليون استرليني، لكن الهدف لم يتحقق، وانكشفت أزمة النادي المالية عندما تأخر فيلا في سداد ضرائب بقيمة 4 ملايين جنيه استرليني في يونيو الماضي.
التأخير فسره زيا بوجود “مشاكل في التدفقات النقدية بسبب القواعد الصارمة التي تفرضها الصين – موطنه– على عمليات تحويل الأموال.
لاحقا توصل زيا إلى اتفاق مع هيئة الضرائب والجمارك الملكية بشأن المبالغ المتأخرة.
ومع انخفاض إيرادات فيلا من مدفوعات “الباراشوت” (سلسلة من الدفعات المالية يمنحها الدوري الممتاز لنوادي كرة القدم التي هبطت في نهاية الموسم لمدة 4 سنوات تنخفض تدريجيا) والدخل الكبير المطلوب للنادي من أجل الامتثال للوائح المالية، برزت التوقعات بمواجهة وشيكة لقصور مالي في المستقبل.
المشاكل المالية، انعكست على فريق الكرة بشكل مباشر، إذ أعلن لاعب الفريق جون تيري كابتن إنجلترا السابق، ترك النادي، في حين يتوقع أن يتخذ لاعب خط الوسط جاك جريليش خطوة مماثلة، في الوقت الذي رفض فيه النادي عرضاً بقيمة 5 ملايين جنيه استرليني من ستوك سيتي مقابل المدافع جيمس تشيستر.
الأزمة المالية لم تتوقف على اللاعبين، وامتدت إلى الجهاز الإداري للفريق، إذ تم إيقاف كيث وينيس الرئيس التنفيذي للنادي عن العمل قبل أن يقاضي الأخير ناديه على “الفصل التعسفي”، كما ترك ستيف راوند مدير الكرة منصبه في وقت سابق من هذا الشهر.
في يونيو الماضي، وبعد أن ظهرت المشاكل المالية للنادي، قال مارك أنسيل المدير المالي السابق للنادي إن فيلا “قامر وخسر”.