كشفت جولة »المال« في موقع مشروع »ابني بيتك« بمدينة 6 أكتوبر عن عدم مطابقة تصريحات وزارة الإسكان من أن المشروع سيساهم في توفير نحو 120 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل بـ 6 أكتوبر لما هو موجود علي أرض الواقع، حيث تحول حلم آلاف الشباب المستفيدين من المشروع إلي وهم كبير، في ظل معاناتهم من عدم توافرالمياه اللازمة للبناء والمرافق الرئيسية والأمن كذلك، وأكدوا أن ما يتم بناؤه حالياً من وحدات لا يمكن السكني فيها قبل 5 سنوات من الآن.
أكد عدد من مستفيدي »ابني بيتك« أن الـ40 ألف قطعة نصيب مدينة 6 أكتوبر من المشروع تواجه العديد من المشكلات، رغم تصريحات وزير الإسكان عن الانجازات التي سيشهدها المشروع، حيث يواجه المستفيدون العديد من المشكلات، أهمها عدم وجود أي نوع من أنواع المرافق سواء مياه الشرب أو الصرف الصحي أو الكهرباء أو حتي الطرق الممهدة التي تمكن العاملين من الوصول لأرض الموقع للانتهاء من المشروع طبقاً للاشتراطات الزمنية التي حددتها الوزارة.
وأعرب عدد من أصحاب قطع »ابني بيتك« عن تفضيلهم عدم استكمال المشروع والاستغناء عن الدعم المقدم من الدولة والبالغ 5 آلاف جنيه في ظل غياب الأمن وانتشار سرقة التجهيزات، والتي تتجاوز قيمتها قيمة الدعم المقدم من الدولة.
أما بالنسبة لقطع الأراضي التي استكمل أصحابها أعمال البناء والتشطيبات الداخلية والخارجية فحتي الآن لا تصلح للسكني نظراً لعدم توافر أي سبل للحياة بالمنطقة.
في البداية قال محمود الاسواني، مقاول بمشروع »ابني بيتك« بالسادس من أكتوبرإن أهم المشكلات التي تعوق استكمال أعمال البناء في أراضي مشروع »ابني بيتك« بالسادس من أكتوبر، تتمثل في عدم توافر المياه، حيث تيم شراء »فنطاس« المياه بسعر 200 جنيه، لافتاً إلي أن تكلفة المياه التي يحتاجها بناء الدور الأول تصل إلي 3000 جنيه علي الأقل بخلاف أسعار مواد البناء.
أضاف »الاسواني« أن اتجاهات شبكة الصرف الصحي غير معروفة حتي الآن نظراً لعدم دخول أي مرافق للمنطقة، حيث إنه من المفترض أن يكون البناء أعلي فتحة الصرف الصحي بحوالي 20 سم، علي أن يكون الرصف أعلي منها بحوالي 60 سم وفي حالة التقديرات العشوائية سيضطر صاحب القطعة لدفع غرامة في حالة المخالفة.
وأكد »الأسواني« أن تكلفة الدور الواحد في المشروع تتجاوز 65 ألف جنيه بما لا يتناسب نهائياً مع الشريحة المستهدفة من المشروع.
وأضاف »الأسواني« أن الطرق المؤدية للمشروع غير ممهدة تماماً حيث يضطر العمال لقطع ما بين 3 و4 كيلومترات عبر طرق غير ممهدة للوصول إلي مواقع العمل.
قال »الاسواني« إن الحاجزين في المنطقة رقم 7 يواجهون العديد من المشاكل للوصول إلي موقع القطعة حيث لا يوجد طريق يؤدي إلي المنطقة سوي طريق المقابر وشدد علي ضرورة قيام الوزارة بتمهيد الطريق الآخر المؤدي للموقع »طريق الواحات«، حيث إنه ليس من المعقول أن يدخل المستفيد لبيته عن طريق المقابر.
ولفت »الاسواني« إلي وجود العديد من الوحدات التي تم الانتهاء من تنفيذها تماماً لكن اصحابها يرفضون السكني بها نظراً لعدم وجود أي سبل للحياة، أو مرافق من مياه وصرف صحي وكهرباء بالاضافة إلي عدم توافر أي مستلزمات يحتاج إليها الساكن حيث إن المنطقة مازالت صحراء، فضلاً عن عدم وجود نقاط أمن.
قال »الاسواني« إن العمال يعانون من صعوبات في الوصول للموقع نظراً لعدم توافر أي وسائل مواصلات حيث يحتاج العامل إلي حوالي 35 جنيهاً يومياً للوصول للموقع.
وطالب »الأسواني« جهاز مدينة 6 أكتوبر بضرورة توفير أتوبيسات للوصول إلي مواقع العمل.
أما عن »العرب« فحدث ولا حرج، وفقاً للمقاول محمود الاسواني، مؤكداً أن العرب يفرضون اتاوات علي كل قطعة أرض تبلغ نحو 500 جنيه للقطعة الواحدة وذلك دون أي تدخل من جانب الحكومة لوقف عمليات البلطجة.
من جانبه، طالب مصطفي معوض، مقاول وأحد المستفيدين من مشروع »ابني بيتك« جهاز المدينة بتوفير »غراب« مياه لكل عشر قطع علي الأقل، مشيراً إلي أن »فنطاس« المياه سعره 200 جنيه.
وأضاف »معوض« أن السيارات التي توزع المياه مجاناً، والتي خصصها جهاز المدينة، ليست موجودة إلا في المنطقة رقم 5، ولا توجد سوي سيارتن، بينما تحتاج كل منطقة لـ50 سيارة علي الأقل.
وأوضح »معوض« أن جهاز المدينة يتأخر في اجراء المعاينات بشكل كبير، مما يضيع علي أصحاب القطع فرصة الحصول علي الدعم المقدم من وزارة الإسكان والبالغ 5 آلاف جنيه لكل مرحلة.
وأشار في الوقت نفسه إلي عمليات السرقات التي تواجه المقاولين يومياً، حيث يتم الاستيلاء علي مواد البناء ومعدات العمل، في غياب الجهات الأمنية.
وأكد محمد علي البرنس، أحد المستفيدين من »ابني بيتك« في المنطقة الثانية، أن الاشتراطات الهندسية التي وضعتها وزارة الاسكان تحتاج إلي امكانات مادية عالية جداً ولا يستطيع الشباب تحمل نفقاتها، وذلك من حيث أساسيات التسليح وهو ما لا يتناسب مع انخفاض عدد أدوار المبني الواحد الذي لا يزيد علي 3 طوابق.
قال »البرنس« إنه يعاني يومياً للوصول إلي موقع القطعة نظراً لعدم وجود وسيلة مواصلات سوي »التوك توك« وتصل أجرته إلي 10 جنيهات رغم قرب الموقع من الطريق، وذلك نظراً لأن الطرق مازالت صحراوية وغير ممهدة.
وأكد »البرنس« أنه انتهي من المرحلة الثانية منذ حوالي 5 أشهر، لكن جهاز المدينة لم يقم بمعاينتها حتي الآن حتي يستطيع الحصول علي الدعم لاستكمال باقي المشروع.
وأضاف »البرنس« أنه لن يقوم بعمل تشطيبات المرحلة الثالثة بعد استكمالها وأنه يفضل عدم الحصول علي الدعم المقدم من الدولة نظراً لعدم وجود أمن في المنطقة، وبالتالي فإنه في حالة استكمال التشطيبات الخارجية فإنه معرض لسرقة تجهيزات تتجاوز قيمتها مبلغ الدعم المقدم من الدولة، حيث إن الباب الخارجي فقط يزيد سعره علي 5 آلاف جنيه.
وتوقع »البرنس« أن ينتقل للمسكن في المنطقة بعد 5 سنوات علي الأقل وذلك في حالة قيام الوزارة بتوصيل المرافق الرئيسية لافتاً إلي أن عنصر الحياة الرئيسي وهو المياه غير موجود.
وأضاف »البرنس« أن هناك العديد من أصحاب قطع الأراضي الذين انتهوا من عمل التشطيبات الخارجية والداخلية، لكنهم لا يستطيعون السكن في المنطقة الصحراوية- علي حد وصفه.
ولفت »البرنس« إلي أن الوزارة كانت قد وعدت بتوفير المدارس والمستشفيات لكن هذا لم يحدث حيث، إن موقع مشروع »ابني بيتك« بمدينة 6 أكتوبر مازال خارج نطاق الخدمة.
وأشار معوض علي عبد المجيد، أحد العمال، أن مشروع »ابني بيتك« فاشل وان العمر الافتراضي للمباني التي يتم تنفيذها حالياً لن يتجاوز 10 سنوات بعدها ستصبح جميعها آيلة للسقوط.
وبرر »عبد المجيد« ذلك بعدم وجود معايير بنائية سليمة وذلك لتقليل نفقات البناء، حيث إنه في حاله تنفيذ السقف »الصب« يحتاج كل متر حوالي 7 شكائر اسمنت بينما يكتفي المقاول بـ4 شكائر وذلك بسبب ضعف إمكانات المستفيدين من »ابني بيتك« المادية، بالاضافة الي عدم معرفتهم بالمواصفات السليمة للبناء.
ولفت »عبد المجيد« إلي وجود العديد من المباني التي انهارت بسبب الغش في البناء.
وأضاف »عبد المجيد« أن العمال يواجهون صعوبة بالغة في الوصول لموقع العمل نظراً لعدم وجود طرق ممهدة، حيث يضطر العمال لقطع 3 أو 4 كيلو مترات للوصول للموقع.
وأكد »عبدالمجيد« أن مشروع »ابني بيتك« لا يصلح للعيش فيه مطلقاً نظراً لعدم وجود أي مرافق، حيث إنه لا توجد طرق أو كهرباء أو مياه أو صرف صحي.
وأوضح »عبد المجيد« أن المستفيدين من »ابني بيتك« يواجهون مشكلة أخري تتمثل في عدم تحديد القطع، حيث إن العلامات التي يضعها الجهاز غير واضحة وبالتالي يصعب علي المستفيد معرفة موقع القطعة الخاصة به، وفي حالة الخطأ في تحديدها تقديرياً يقوم جهاز المدينة باصدار قرارات ازالة للمبني، كما أنه لا توجد سوي طريقة واحدة لتحديد الموقع مرة أخري عن طريق جهاز المدينة مقابل دفع مبلغ 200 جنيه ويحتاج المستفيد إلي دفع هذا المبلغ أكثر من مرة.
وأضاف أحد المستفيدين من »ابني بيتك« رفض ذكر اسمه، أن الدولة تخلت عن دورها تماماً في مساعدة شباب المشروع، وعلي الرغم من انتهاء عدد كبير من القطع من جميع أعمال التشطيبات الخارجية واجراء المعاينات فإن المرافق الرئيسية لم تصل للمنطقة نهائياً، لذلك مازال الموقع عبارة عن بنايات وسط صحراء لا تصلح للاستخدام الآدمي.
وطالب بضرورة إسراع وزارة الاسكان في توصيل المرافق الاساسية حيث إنه لا يستطيع أي شخص السكن في مثل هذه المنطقة في ظل هذه الظروف الصعبة.