❏ مسئول بشركة مقاولات كبرى: تعارض مصالح يشوب الصفقة.. وينبغى على «الكهرباء» إزالته
مصطفى طلعت
تتفاوض شركة أبناء حسن علام القابضة للمقاولات، للاستحواذ على حصة حاكمة بشركة الاستشارات الهندسية لمشروعات القوى الكهربائية «بجسكو».
وعلمت «المال» من مصادر مطلعة، أن مكتب معتوق بسيونى يتولى مهمة المستشار القانونى للمشترى، فيما يتولى مكتب «وايت آند كيس» نفس المهمة للبائع، فى حين لم يتم تعيين مستشارين ماليين بالصفقة.
ويتوزع هيكل ملكية «بجسكو» بواقع %20 لمجموعة سعود كونسلت – واحدة من أكبر الشركات الهندسية والاستثمارية فى السعودية، و%20 للبنك التجارى الدولى «CIB» و%20 للشركة القابضة للكهرباء، و%15 لشركة بى بى آى باور، و%15 لهيئة الطاقة النووية، و%5 لبلتون للاستثمار المباشر «BPE» و%5 للشركة المصرية لهندسة نظم الطاقة EBS.
وكان تحالف ضم كلاً من سعود كونسلت وبلتون للاستثمار المباشر، قد استحوذ نهاية 2013، على %40 من «بجسكو» بالتعاون مع كونسورتيوم يضم شركتى بى بى إى باور، وبى بى إى إنفستمنتس، التابعتين لبلتون.
وأضافت المصادر أن شركة بى بى بارتنرز ومساهمين آخرين، أبدوا استجابة مبدئية للعرض، وفى حال إتمام الصفقة، سيتم تمويلها عبر الموارد الذاتية لشركة أبناء حسن علام.
و«بجسكو» هى أول شركة مصرية تقدم خدمات الاستشارات الفنية والهندسية لمشروعات الكهرباء، وفازت مؤخراً بعقد الاستشارى لعدة مشروعات، من ضمنها عقد الإدارة والإشراف على تنفيذ محطة إنتاج كهرباء أسيوط البخارية، بقدرة 650 ميجاوات.
وتولت شركة حسن علام مهمة مقاول الأعمال المدنية لبعض المشروعات التى تقوم «بجسكو» بأعمال الاستشارى لها، مثل محطة توليد كهرباء جنوب حلوان، المستهدف تشغيلها خلال العام الحالى.
وفى سياق متصل، انتقد مسئول رفيع المستوى بواحدة من أكبر شركات المقاولات المحلية الصفقة المزمع تنفيذها بين شركتى أبناء حسن علام وبجسكو، مؤكداً وجود شبهة تعارض مصالح حال تنفيذها، لعدة أسباب، فى مقدمتها أن بجسكو تقدم خدمات الاستشارى والإدارى، والمصمم لبعض المشروعات الحكومية التى تنافس على أعمالها المدنية شركة أبناء حسن علام.
وتابع: لذا ينبغى على الحكومة، ممثلة فى وزارة الكهرباء فى حال إتمام الصفقة، استبعاد الأطراف المرتبطة ببجسكو من مناقصات المشاريع التى تديرها الأخيرة، أو وضع أى حلول تضمن انتفاء تعارض المصالح.
وتابع المسئول أنه حال إتمام الصفقة ستتأثر أرباح بجسكو سلباً أيضاً، خاصة أن أكثر من نصف أرباحها فى السنوات الأخيرة اعتمد على أعمالها مع القطاع الخاص، والتى باتت مهددة بالانكماش نتيجة دخول شركة منافسة بحصة أغلبية ضمن هيكل ملكية الشركة الاستشارية.
وأضاف أنه فى حال تأثر ربحية بجسكو سلباً نتيجة تحالفها مع واحدة من أهم المتنافسين بقطاع المقاولات – أبناء حسن علام – فسيترتب على ذلك تأثر قيمة حصة القطاع العام فى الشركة، والتى تتوزع بواقع %20 للشركة القابضة للكهرباء، و%15 لهيئة الطاقة النووية.
على الجانب الآخر استبعدت مصادر قريبة الصلة من الصفقة وجود شبهة تعارض مصالح، كنتيجة لاشتراك الطرفين فى بعض المشروعات، خاصة أن الأمر يتوقف على رؤية العميل – الجهة المنشئة للمشروع – وحقه فى اختيار أى مكتب استشارى أو مقاول.
واستشهدت على ذلك بأن المساهم الرئيسى فى بجسكو، منذ عدة سنوات كان شركة بكتل للاستشارات الهندسية، ولم يكن هناك أى تعارض مصالح، رغم أن الأخيرة تعمل بمجال المقاولات أيضاً.
وأشارت المصادر إلى أن الحكومة تتجه لعدم تعيين مستشارين فنيين على غرار «بجسكو» بمشروعات الكهرباء، وستعتمد على تعيين المقاولين بشكل مباشر، ما سيدفع الشركة للتركيز على تولى الاستشارات لمشروعات تنتمى للقطاع الخاص بشكل أكبر.
وتابعت أنه حال إتمام الصفقة، فإن شركتى حسن علام وبجسكو، ستحددان طريقة التعاون بينهما بشكل يضمن عدم وجود تعارض مصالح، وقد تشكلان تحالفاً يتقدم للمشروعات كمقاول واستشارى فى نفس الوقت.
يصل حجم مشروعات «بجسكو» فى مصر فقط، لحوالى 36.2 ألف ميجاوات، بينما تدير مشروعات تحت التنفيذ بطاقة 13.6 ألف ميجاوات، فى ليبيا والعراق، وذلك وفقاً الموقع الإلكترونى للشركة.
وتأسست «أبناء حسن علام» عام 1975، بواسطة أسرة رجل الأعمال الراحل حسن علام، مؤسس شركة النصر العامة للمقاولات، وتعمل بشكل رئيسى فى مجال المقاولات والتنمية العقارية، وساهمت فى العديد من الصناعات والمشروعات، بداية من الصناعات العسكرية الثقيلة إلى صناعات الأغذية، ومشروعات تنقية المياه ومياه الصرف، والفنادق، والمنتجعات والإسكان، والمبانى الإدارية، ومشروعات الطاقة، ومحطات توليد الغاز، والوقود، والطاقة، وشبكات الاتصالات.