أيام قليلة تفصلنا عن انتهاء الموسم التصديرى الحالى 2013/2012 للقطن المصرى والذى بدأ مطلع سبتمبر الماضى وينتهى بنهاية أغسطس.
وتباينت
آراء خبراء ومصدرى الأقطان حول وصف الموسم، فبالرغم من وصف بعض المصدرين
له بأنه من المواسم الطبيعية، إذ لم يشهد تذبذبا كبيرا فى الأسعار، فإن
آخرين يرون أن الموسم كان صادما ولم يجار التفاؤلات التى وضعها المصدرون
سواء لأسعار التصدير أو لحجم التعاقدات، معللين ذلك بتأثر الموسم بالأحداث
السياسية التى شهدتها مصر خلاله.
وأكد المصدرون أنه كان هناك تراجع
ملحوظ فى حجم طلبيات التصدير للأسواق الخارجية نظرا لتخوف العملاء من
التأثير السلبى للأحداث السياسية الراهنة على عمليات شحن الأقطان المتعاقد
عليها فى المواعيد المحددة.
ولعل ما يؤكد طبيعة الموسم التصديرى
الحالى مقارنة بالمواسم السابقة له هو المؤشرات الصادرة من اتحاد مصدرى
الأقطان والتى أكدت أن تعاقدات تصدير الأقطان المصرية خلال الموسم التصديرى
الحالى 2013/2012 سجلت نحو 70 ألف طن حتى الآن، ولايزال هناك أسبوع لتسجيل
تعاقدات تصديرية خلاله لتسجل حجم تعاقدات الأقطان بذلك تراجعا بنحو %29
مقارنة بتعاقدات الموسم الماضى البالغة 90.3 ألف طن.
وسجلت حصيلة
تعاقدات الأقطان المصرية حتى الآن ما يتجاوز 208 ملايين دولار بنسبة تراجع
%25.6 مقارنة بقيمة تعاقدات تصدير الموسم التصديرى الماضى البالغة 279.9
مليون دولار.
فى البداية وصف مفرح البلتاجى، رئيس اتحاد مصدرى
الأقطان، الموسم التصديرى الحالى بأنه «موسم مضطرب»، ولم يشهد استقرارا،
مؤكدا أن الموسم أيضا لم يحقق طموحات المصدرين وتوقعاتهم حوله.
وأوضح
البلتاجى أنه بالرغم من ارتفاع مؤشر أسعار تصدير الأقطان منذ بداية الموسم
فى سبتمبر الماضى وحتى الآن، فإن أرقام تعاقدات التصدير أو مؤشر أسعار
الأقطان المصرية لم يصل الى توقعاتهم خاصة أنه كان هناك تفاؤل كبير حول هذا
الموسم.
وبلغ متوسط أسعار تصدير الأقطان خلال الأسبوعين الأخيرين
49 و50 من الموسم التصديرى الحالى نحو 163 سنتا/ليبرة لصنف «جيزة 88» مسجلا
ارتفاعا نسبته %12.4 مقارنة بـ145 سنتا/ليبرة لصنف «جيزة 88» سعره فى
بداية الموسم.
ووصل سعر صنف «جيزة 86» الى نحو 154 سنتا/ليبرة فى
نهاية الموسم مسجلا ارتفاعا نسبته %19.3 مقارنة بـ129 لصنف «جيزة 86» سعره
فى بداية الموسم.
وأضاف رئيس اتحاد مصدرى الأقطان أن الأوضاع
السياسية التى شهدتها مصر أثرت بشكل أو بآخر على حركة الطلب على الأقطان
المصرية، وحولت وجهة بعض المستوردين ولو بشكل مؤقت لاستيراد «البيما»
الأمريكى، لحين استقرار الأوضاع فى مصر والاطمئنان على أن حركة التصدير
والشحن تسير بوتيرة طبيعية.
وقال إن تحول بعض المستوردين عن السوق
المصرية هذا الموسم أدى لتراجع الطلب هذا العام بنحو %29 حيث تراجعت
تعاقدات الموسم الحالى لتسجل نحو 70 ألف طن حتى الآن بما يقارب 1.4 مليون
قنطار مقارنة بـ1.8 مليون قنطار تعاقدات الموسم التصديرى السابق.
ولم
يكتم رئيس اتحاد مصدرى الأقطان تخوفه إزاء الموسم التصديرى الجديد للقطن،
الذى سيبدأ اعتبارا من أول سبتمبر، مؤكدا أنه رغم التوقع بارتفاع الأسعار،
فإن هناك مخاوف من حجم الطلب بالأسواق الخارجية من جهة، ومن غياب الدعم
الحكومى للقطن المصرى من جهة أخرى نظرا للظروف الاقتصادية التى تشهدها
السوق المصرية خلال الفترة الحالية.
أكد مجدى المنياوى، رئيس مجلس
إدارة شركة بورسعيد لتجارة وتصدير الأقطان، إحدى الشركات التابعة لقطاع
الأعمال، أن الموسم التصديرى الحالى للقطن الذى أوشك على الانتهاء فى 31
أغسطس المقبل يعد من المواسم الطبيعية، حيث لم يشهد تذبذبا ملحوظا فى
الأسعار ولم تكن هناك مفاجآت تؤثر على مؤشر الأسعار.
وحول التعاقدات
التصديرية التى سجلتها شركة بورسعيد إحدى الشركات التابعة لقطاع الأعمال،
أشار المنياوى الى أن التعاقدات بلغت ما يقرب من 2500 طن، وهى معدلات العام
الماضى نفسه تقريبا.
وتوقع أن يشهد الموسم المقبل زيادة فى معدلات
التصدير، كما توقع إقبال البنوك على منح ائتمان للشركات لتمويلها فى عمليات
شراء الأقطان.
وعن الأرباح المنتظر أن تحققها شركات الأقطان
التابعة لقطاع الأعمال، أوضح المنياوى أنه من الصعب أن تنجح الشركات فى
تحقيق مكاسب فى ظل بند المصروفات الذى يتطلب أن تغطيها شركات الأقطان
وبخاصة بند الأجور الذى شهد زيادات كبيرة خلال الشهور الماضية ليبلغ متوسط
أجور العاملين سنويا لأى من الشركات نحو 20 مليون جنيه، وهو ما سيعوق أى
شركة أقطان تابعة لقطاع الأعمال عن تحقيق مكاسب حقيقية.
وأبدى
المنياوى رغبته فى تغيير فكر إدارة الشركات لتدار كل شركة بعقلية أقرب ما
تكون للقطاع الخاص حتى تتمكن الشركات من تحقيق أرباح.